شهدت الدورة السادسة والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لحظات مميزة، حيث جذبت مجموعة من الأفلام التي تناولت قضايا إنسانية عميقة انتباه الجمهور، بين هذه الأفلام تبرز عدة عناوين بارزة، مثل فيلم “ثريا” الذي يعد تجسيدًا لحياة امرأة تحاول التكيف مع ظروف قاسية، يجسد المخرج البريطاني بول أندرو ويليامز بأسلوبه الفريد، تعقيدات العلاقات الإنسانية في مجتمع مليء بالتحديات.
بينما تألقت المخرجة اللبنانية سارة فرنسيس من خلال عملها “حروب صغيرة”، الذي ركز على أثر الحروب على حياة الأطفال والأسر، تمكّن الفيلم من نقل مشاعر ألم الفقدان والأمل في التجدد بطريقة مؤثرة، فقد أثبتت سارة فرنسيس أنها قادرة على إبراز الجوانب الإنسانية في زمن الحروب، مما جعل عرض الفيلم يلقى صدى قويًا في قلوب الحضور.
من جهة أخرى، أثارت الأفلام المعنية بقضايا الهوية والحقوق الاجتماعية اهتمام الجمهور، مثل فيلم “ضد السينما” الذي يعكس الصراع بين الفن والواقع، يقدم الفيلم رؤية جديدة تحدد العلاقة بين الإبداع والتحديات اليومية التي يواجهها الفنانون، كما تناول الفيلم جائزة سعد الدين وهبة لتعزيز النقاش حول دور السينما في معالجة قضايا المجتمع، مما يُعزز أهمية المهرجانات السينمائية كمنبر لتبادل الآراء.
هيئة المهرجان حرصت على تعزيز التنوع في العروض، حيث تم تقديم مجموعة من الأفلام من دول مختلفة، مما ساهم في إثراء التجربة السينمائية، تشكيلة واسعة من المواضيع والنماذج السينمائية المستقلة، أسهمت في توسيع آفاق المشاهدين، وذلك من خلال تقديم وجهات نظر متعددة حول القضايا الإنسانية والاجتماعية، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل بحماس مع كل عرض.
الفن السابع ليس مجرد وسيلة ترفيهية بل أداة فعّالة للتعبير عن القضايا المعقدة في العالم، قدّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فرصة للسينمائيين للوقوف على أهم القضايا الإنسانية، ساهم هذا المهرجان في تبادل الأفكار وإلهام الفنون الجديدة، مما يجعل السينما وسيلة لحوار أعمق حول القضايا التي تمس حياتنا اليومية، ولذلك يجب أن يستمر دعم هذه المبادرات المبتكرة.