إعدام صدام حسين: وثيقة مسربة تكشف صدمة واشنطن وردود الأفعال

قبل 19 عاماً، وفي عيد الأضحى لعام 1427 هجرياً، شهد العالم العربي حدثاً صادماً تمثل في إعدام الرئيس الراحل صدام حسين. تلك اللحظة أثارت ردود فعل واسعة النطاق، لم يكن يتوقعها الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته. الأمور كانت تتجه نحو انقسام كبير، حيث خلفت العملية صدى كبيراً لا يزال يُستذكر حتى اليوم، مع وجود تسريبات تكشف تفاصيل غير معروفة عن الكواليس التي سبقت وتلت هذا الحدث التاريخي.
حكومة مرتبكة لم تحسن التصرف
تسريبات ويكيليكس التي كشفها جوليان أسانج، أظهرت برقية من السفارة الأمريكية في بغداد، تتحدث عن ارتباك الحكومة العراقية أثناء تنفيذ حكم الإعدام. الوثيقة أشارت إلى أن قائمة الشهود عُدّلت عدة مرات، مما يُظهر عدم قدرة الحكومة برئاسة نوري المالكي على إدارة الموقف بشكل صحيح.
حضور زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي في العراق لاحقاً، أكد ارتباك المشهد. حيث أشار إلى قيام بعض المسؤولين العراقيين بالتقاط صور أثناء عملية الإعدام رغم الحظر المفروض على ذلك.
صدى ردود الفعل الدولية
البرقية المسربة أبدت صدمة في دوائر صنع القرار الأمريكية، خصوصاً بعد تسريب الفيديو الذي أكد على ردود فعل التعاطف في الشارع العراقي. في الفيديو، سُمع صوت صدام حسين وهو يردد الشهادتين، مع تأكيده على رفض وضع الكيس على رأسه.
أحد الحراس قال له: "اذهب إلى جهنم" وهو ما يعكس التوتر والاحتراب الطائفي الذي كان يسيطر على الوضع. رغم غزو العراق بحجة ملاحقة أسلحة الدمار الشامل، خرجت عملية الإعدام بصورة لم ترضٍ الإدارة الأمريكية.
إدانة دولية وعواقب محلية
الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أدان ما كشفته التسريبات، فيما اعتبر جزء كبير من الشارع العراقي عملية الإعدام إهانة وطنية ورمزاً للانتقام الطائفي. هذا الجدل لا يزال حاضراً حتى اليوم، حيث يطرح العديد من التساؤلات حول حكم القضاء العراقي ومصداقيته في ظل صراعات سياسية وطائفية.
تظل ذكرى إعدام صدام حسين درساً تاريخياً يتفاعل معه الكثيرون على كافة الأصعدة، مع استمرار البحث عن تفاصيل جديدة وأسئلة حول العدالة والسياسة في العراق.