في أجواء روحانية تجسد الإيمان والتقوى، أكمل حجاج بيت الله الحرام من غير المتعجلين رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، في ثالث أيام التشريق. يمثل هذا اليوم علامة بارزة في ختام مناسك الحج، حيث عُمّرت قلوب الحجاج بالسكينة والطمأنينة بعد أداء هذا النسك الطاهر.
خلال الساعات الأولى من الصباح، بات الحجاج ليلتهم الماضية في منى، ملتزمين بالسنة النبوية، ليبدؤوا بتسلسل رمي الجمرات من الصغرى إلى الكبرى. وقد ساهمت جهود الجهات المختصة في تنظيم حركة الرمي، مع التركيز على safety وحسن سير الأمور، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين اختاروا إتمام أيام التشريق.
انتشرت فرق الإرشاد والتوعية حول الجمرات، لتقديم الإرشادات اللازمة للحجاج وتسهيل أدائهم للرمي. كما استمرت الخدمات الصحية والأمنية بشكل متواصل، مما عكس حجم الجهود المبذولة لضمان سلامة الجميع خلال هذا الموسم المهيب.
رغم الإرهاق الجسدي الذي يتطلبه هذا النسك، كانت ملامح الرضا والسكينة واضحة على وجوه الحجاج، حيث كانوا يرفعون أكفهم بالدعاء عند كل جمرة. هذا الرمي يُعتبر من الشعائر الرمزية التي تعكس الخضوع لله وطلب المغفرة.
بعد استكمال رمي الجمرات، بدأ الحجاج يجهزون أنفسهم لمغادرة منى، متوجهين إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع. وقد عاشت هذه اللحظات في قلوبهم، لتصبح ذكرى لا تُنسى تجسد الخشوع والقبول في هذه الرحلة المباركة.
