أعلنت هيئة قناة السويس، بالتعاون مع مجموعة ميرسك إيه بي موللر، عن عودة سفن الحاويات التابعة للمجموعة للعبور عبر القناة اعتبارًا من مطلع ديسمبر المقبل، تأتي هذه الخطوة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، في أعقاب اتفاق تم توقيعه مؤخرًا، ويعكس هذا التعاون رغبة الطرفين في تعزيز حركة الملاحة وتعزيز الاستدامة في سلاسل الإمداد العالمية.
جرت مراسم توقيع الاتفاقية بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وڤينسنت كليرك الرئيس التنفيذي لمجموعة ميرسك، حيث تتضمن الاتفاقية أبعادًا متعددة تهدف إلى تسهيل وتطوير النقل البحري، هذه الشراكة تعد بمثابة الأساس الذي سيمهد الطريق لعلاقات محتملة بين الجانبين في المستقبل، مما يزيد من فعالية ومرونة خدماتهما الملاحية.
يلعب عبور سفن مجموعة ميرسك عبر قناة السويس دورًا محوريًا في استدامة سلاسل الإمداد، أعرب الفريق ربيع عن اعتقاده بأن هذه الخطوة ستعود بالنفع على حركة الملاحة بين الشرق والغرب، حيث سجلت القناة عبور 1158 سفينة في العام الحالي، محققة إيرادات تجاوزت 733 مليون دولار، مما يعكس أهمية قناة السويس كممر مائي رئيسي في عمليات التجارة الدولية.
كما أشار الفريق ربيع إلى دور قمة السلام في فك الاشتباك الأمني في البحر الأحمر، حيث أدت الاجتماعات إلى تحقيق استقرار في حركة الملاحة، وساهمت في تحفيز تحليل البيانات الخاصة بالعبور لتوفير رؤى حول آفاق الحركة المستقبلية، مما أدى إلى تسجيل أرقام إيجابية تعكس انتعاشًا في الملاحة.
من المتوقع أن تستمر التفاؤلات بشأن معدلات الملاحة، حيث تشير الإحصائيات إلى استكمال عملية التعافي من الأزمات السابقة، مع توجه القناة إلى استئناف مناقشات مع الخطوط الملاحية لضبط توقيتات العبور، بعد أن تمثل الاتفاق الموقع مع مجموعة ميرسك خطوة جدية نحو عودة استقرار خدمات الملاحة في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة قناة السويس اتخذت مبادرات عدة لتحسين خدماتها، عبر تقديم تخفيضات في أسعار العبور وتحسين أسطولها البحري، في مسعى لجذب المزيد من سفن الحاويات واستعادة معدلات النقل السابقة، حيث أعلن الفريق ربيع عن تخفيض بنسبة 15% للحاويات ذات الحمولة الكبيرة، مما يضمن الحفاظ على تنافسية القناة على الساحة العالمية.
في هذا الإطار، أشاد ڤينسنت كليرك بالشراكة القوية مع هيئة قناة السويس، حيث أكد على أن القناة ليست مجرد ممر مائي، بل شريك استراتيجي رئيسي، معبرًا عن تطلعه لرؤية سفن ميرسك تعبر بكامل طاقتها مجددًا، وتوقعات بتعافي الحركة الملاحية قريبًا، مما يعد مؤشراً إيجابياً لجميع الأطراف المعنية.