في نهاية أحداث مسلسل “كارثة طبيعية”، أثارت الناقدة ماجدة خير الله جدلاً واسعًا بتعليقها على مسار القصة ونهايتها، إذ اعتبرت أن العمل تجاوز التوقعات بمزيج فريد من الكوميديا والدراما الاجتماعية، وعبرت عن إعجابها بالتطورات المفاجئة التي طرأت على الشخصيات، مما أضفى على العرض طابعًا مميزًا، وأعطى فرصة لمناقشة قضايا مجتمعية هامة مثل المسؤوليات الأسرية والتحديات التي يواجهها الآباء.
وتميّز المسلسل بمشاركة نخبة من الممثلين، منهم أحمد مكي ومحمد سلام، حيث قدم كل منهم أداءً رائعًا، ونجحوا في إبراز أبعاد القصة بشكل مؤثر، فقد أضفى ظهور أحمد مكي المفاجئ طابعًا خاصًا على الأحداث، بينما لعب محمد سلام دورًا محوريًا كشخصية تعكس أزمة كبرى تمر بها العائلات في العصر الحديث، مما زاد من وعي المشاهدين بتجارب اجتماعية واقعية.
كما أن أسلوب الكتابة للسيناريست أحمد عاطف فياض كان ملفتًا للنظر، إذ استطاع بناء جمل درامية مشوقة، تراوحت بين الكوميديا السوداء والمواقف المضحكة، مما ساعد في خلق توازن بين الإضحاك والعبرة، وبذلك تم كسر القوالب التقليدية للأعمال الكوميدية، وبرز أسلوب مبتكر يعكس روح العصر، ما ساهم في جذب جمهور متنوع.
تعليق ماجدة خير الله جاء ليشير إلى النقاط السوداء في القصة، حيث اعتبرت أن مشاهد النهاية تعكس مشاعر متناقضة، فرغم الكوميديا الظاهرة، إلا أن هناك رسائل جدية حول أزمات الأبوة والأبناء، وقد استمرت هذه الرسائل في رسم صورة صادقة لحياة الأسر المعاصرة، مما يجعل المشاهد يتفاعل مع الشخصيات ويشعر بواقعهم.
وفي رأيها، تعكس “كارثة طبيعية” اللحظة الراهنة في الدراما المصرية، حيث تمزج العمل بين الضحك والتفكير العميق، وقد جادلت بأن نجاح العمل يعتمد على قدرته على تقديم محتوى يتسم بالواقعية، مما يجعله قادرًا على ترسيخ مكانته بين أفضل المسلسلات القصيرة، بل يتفوق أحيانًا على الأعمال الطويلة.
التقييم النهائي من قبل خير الله جاء مع الاعتراف بأن هذا المسلسل يمثل تجربة فريدة في سياق دراما الكوميديا، حيث يتناول قضايا عائلية معقدة بلمحة فكاهية راقية، ما يجعل المشاهد يعود للمسلسل أكثر من مرة للاستمتاع بما يقدمه من مشاهد ومواقف ساخرة، ويظل الحديث عنه مستمرًا في الدوائر الفنية.
