إيلي كوهين: معلومات عن أبرز جواسيس إسرائيل في الستينيات

بعد عقود من الغموض، نجحت إسرائيل في استعادة أرشيف سوري مهم يخص جاسوسها الأسطوري إيلي كوهين. هذا الاستخبارات الغامض استطاع اختراق أعلى مستويات السلطة في سوريا قبل أن يُعدم في ستينيات القرن الماضي. تعتبر هذه الخطوة نقطة تحول جديدة في فهم الحياة والعمليات التي قام بها كوهين، الذي يُعتبر من قبل الكثيرين أعظم عميل في تاريخ إسرائيل.
تفاصيل الاستعادة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية استرجاع شملت حوالي 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات كان يحتفظ بها الأرشيف السوري الرسمي الخاص بكوهين. تمت هذه العملية السريعة والمعقدة بواسطة جهاز الموساد بالتعاون مع جهات استخباراتية أخرى. وفقاً للتقارير، يحتوي الأرشيف على آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لسنوات تحت مراقبة مشددة.
من هو إيلي كوهين؟
وُلد كوهين في الإسكندرية عام 1924، حيث انضم إلى الحركة الصهيونية منذ صغره. بعد خدماته في شبكة مخابرات إسرائيلية بمصر، انتقل إلى إسرائيل حيث عمل كمحلل ومترجم قبل أن ينضم إلى جهاز الموساد. القصة بدأت في أوائل الستينيات عندما استقدم كوهين كمستثمر سوري ثري في الأرجنتين، مما أتاح له تكوين شبكة علاقات واسعة في المجتمع هناك قبل أن يتوجه إلى سوريا حيث قضى أربع سنوات.
ماذا يكشف الأرشيف؟
الأرشيف المُستعاد يحتوي على وصية كتبها كوهين قبل إعدامه، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية وملفات من استجوابه. كما أنه يضم رسائل كتبها لعائلته وصور لمهامه بالعاصمة السورية. من بين المحتويات جوازات سفر مزورة وصور له مع مسؤولين سوريين. يكشف الأرشيف أيضاً تفاصيل حول جهود مراقبة الأمن السوري لحملة زوجته للمطالبة بإطلاق سراحه.
إرث مستمر ومساعي استعادة الرفات
بينما تبذل إسرائيل جهوداً مستمرة لاستعادة جثمان كوهين، تبقى مكانة دفنه مجهولة. في 2019، كشفت عائلته عن محاولات فاشلة للموساد للعثور على رفاته داخل سوريا. قدّم شقيق كوهين الراحل تفاصيل عن جهود الموساد والأماكن التي دُفن فيها. اعتبر مكتب نتنياهو استعادة الأرشيف تتويجاً لعقود من الجهود الاستخباراتية، ويعكس التزام إسرائيل الثابت بإعادة مفقوديها.
بذلك، تشكل استعادة الأرشيف جزءاً جديداً من قصة إيلي كوهين، مما يسلط الضوء على تأثيره الكبير في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، في الوقت الذي تستمر فيه الجهود لكشف مصير رفاته.