مع اقتراب شهر رمضان المبارك لعام 1447 هجريًا، يزداد شغف المسلمين في جميع أنحاء العالم لمعرفة موعد بدايته، حيث يمثل هذا الشهر الفضيل مناسبة خاصة للتأمل الروحي والترابط الأسري، ويتوجه الكثيرون لتنظيم أنشطتهم وعباداتهم خلال أيامه، إذ يحمل رمضان في طياته معاني عميقة تخص الإيمان والتواصل الاجتماعي، ويمثل فرصة لتجديد النية وتحقيق الأهداف الروحية.
وفقًا لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن أول أيام رمضان سيمثل الخميس الموافق 19 فبراير 2026، وهذا يأتي استنادًا إلى الحسابات الفلكية الدقيقة، حيث من المتوقع أن يستمر شهر الصوم لمدة 30 يومًا، مما يعني أن آخر أيام رمضان ستكون في الجمعة 20 مارس، ويأتي عيد الفطر المبارك بعده في يوم السبت 21 مارس.
على الرغم من الاعتماد على الحسابات الفلكية، يبقى التأكيد على بدء الشهر مرتبطًا بالرؤية الشرعية للهلال، حيث ستقوم دار الإفتاء المصرية بمسح الهلال بعد غروب شمس الثلاثاء 17 فبراير، لتحديد تاريخ الانطلاق الرسمي للشهر، الأمر الذي يبرز أهمية العادات والتقاليد المحلية في تحديد المواعيد الدينية.
تشير التقديرات إلى أن ساعات الصيام خلال رمضان 2026 ستتراوح بين 12 و13 ساعة يوميًا في معظم الدول العربية، وابتداءً من الأيام الأولى سيكون هناك صيام أقصر، ثم تزداد تدريجيًا لتغطي فترة الشهر بالكامل، مما يتطلب من الصائمين الاستعداد الجيد.
التقويم الهجري، الذي يعتمد على دورة القمر، يضم 12 شهرًا قمريًا بدايةً من محرم، وصفر، إلى رمضان، وهو يعتبر أحد أبرز التقويمات المستخدمة في العالم الإسلامي، كما أُسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، فهو يرتبط بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يعكس أهمية هذا التقويم في تنظيم الحياة اليومية للمسلمين.
مع قرب الشهر الكريم، يقوم الكثيرون بالإكثار من الدعاء لاستقبال رمضان بأفضل حال، ومن أبرز الدعوات التي يتردد صداها في هذه الفترة: “اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين”، “اجعل رمضان فاتحة خير وبركة علينا”، “بلغنا رمضان في صحة وعافية”، وكذلك “تقبل منا صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقائك من النار” مقدمة روحانية تضفي بعدًا خاصًا على المناسبة.
إن شهر رمضان يحمل في طياته الكثير من المعاني الروحانية والاجتماعية، وبمعرفتنا لمواعيده وآثاره، نسعى جميعًا لنكون جزءًا من هذه التجربة الفريدة التي تعزز من التواصل والقرب من الله، وتهدف لإيمان أعمق وتربية روحية متجددة.
