عاجل الان

كمين البيت الأبيض.. كيف سعى ترامب لتشويه صورة أنصار غزة

في واقعة تحمل دلالات سياسية بارزة، شهد البيت الأبيض الأسبوع الماضي حالة من التوتر بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا. لم تكن الزيارة مجرد استقبال عادي، بل كانت فرصة لترامب لطرح مزاعم غير مثبتة حول ما أسماها “إبادة جماعية” تستهدف البيض في جنوب أفريقيا، فيما يُعتبر استمراراً لمساعيه للإساءة للمدافعين عن حقوق الفلسطينيين.

جنوب أفريقيا، التي تُعد واحدة من أبرز حلفاء الفلسطينيين، لطالما اتخذت موقفاً قوياً ضد انتهاكات حقوق الإنسان، فقد اتهمت إسرائيل بالإبادة الجماعية. في هذا السياق، أصدرت الحكومة الجنوبية إفريقية تقارير تدين ممارسات إسرائيل في غزة، مشددة على ضرورة إنقاذ الأبرياء.

مزاعم ترامب ليست جديدة، بل تعود إلى فترة رئاسته الأولى، ومع عودته إلى السلطة كثف هجماته ضد بريتوريا. لقد أسفر ذلك عن إصدار إدارته بعض التسهيلات للجنوب أفريقيين البيض للحصول على صفة لاجئين بينما كانت الحملة ضد المهاجرين تشتد.

البيت الأبيض استخدم معلومات مضللة خلال اللقاء، حيث استند ترامب إلى مقاطع فيديو تم التقاطها في الكونغو تصوّر وضعاً إنسانياً مأساوياً، مُدّعياً أنها تتعلق بأحداث في جنوب أفريقيا. كما عرض مقطعاً يُظهر مواقع تذكاراً مؤقتاً بدلاً من قبور جماعية، مما أثار انتقادات حادة.

إجمالاً، ليست هذه المرة هي الأولى التي يحاول فيها ترامب إحراج زعماء آخرين خلال لقاءات رسمية. يُظهر هذا النهج تصاعد التوترات السياسية وكيفية استخدام الحقائق بشكل انتقائي لتعزيز أجندته الخاصة. في السياق نفسه، كان موقع الأردن جزءاً من خطة ترامب للضغط على القيادة العربية للقبول بمقترحات تتعلق بغزة، ما أثار استنكار الملك عبد الله.

من الواضح أن ترامب يسعى دائماً لتسليط الضوء على مواقف مُثيرة للجدل، وهو ما يظهر جلياً في استغلاله للقمامات السياسية كأداة لتعزيز سلطته وتوجيه الأضواء بعيداً عن القضايا الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى