فصل الشتاء على الأبواب، حيث يتبقى 18 يوماً فقط حتى يبدأ رسمياً في يوم الأحد 21 ديسمبر، بعد أن ابتدأ فصل الخريف في 22 سبتمبر. يستمر الشتاء لمدة 88 يوماً و23 ساعة و41 دقيقة، ليشكل محطة هامة في تقلبات الطبيعة، ويعد الانقلاب الشتوي ظاهرة مميزة تعكس تحولات الطقس والمناخ.
الانقلاب الشتوي يحدث نتيجة ميل محور الأرض وحركتها حول الشمس، حيث تميل الأرض بمقدار 23.5 درجة خلال دورانها، مما يجعل استمرار تنقل الشمس بين الشمال والجنوب يؤثر على توزيع الضوء. لذلك فإن ميلان الأرض هو العامل الأساسي الذي يؤدي لإحداث الفصول الأربعة، وليس المسافة بينها وبين الشمس.
في يوم الانقلاب الشتوي، يكون القطب الشمالي مائلاً بعيداً عن الشمس، وتصل الشمس إلى أقصى نقطة جنوب السماء، مما يؤدي إلى قلة ساعات النهار في النصف الشمالي وازديادها في النصف الجنوبي. على سبيل المثال، في شمال خط الاستواء تكون مدة النهار أقل من 12 ساعة، بينما يتمتع النصف الجنوبي بامتداد النهار.
تختلف الظواهر الطبيعية في يوم الانقلاب الشتوي حول العالم، ففي المناطق الشمالية للدائرة القطبية لا يحدث شروق أو غروب للشمس، إذ تبقى الشمس تحت الأفق، بينما في الدائرة القطبية الجنوبية، تظل الشمس فوق الأفق طوال اليوم. هذه الظاهرة المثيرة تعرف بشمس منتصف الليل، وهي دليلاً آخر على كروية الأرض وتأثيراتها على الطقس.
بعد الانقلاب الشتوي، تبدأ الشمس بالتحرك نحو الشمال مجدداً، مما يؤدي إلى زيادة ساعات النهار تدريجياً، لتتوافق مع ساعات الليل بحلول الاعتدال الربيعي في 20 مارس. هذا التحول المستمر في طول ساعات النهار والليل يشير إلى أهمية الفصول وتأثيرها الكبير على حياة الكائنات الحية.
