شهدت محافظة بورسعيد فجر اليوم الخميس حدثًا مؤلمًا عكس معاناة شديدة عاشتها عائلة السباح الشاب يوسف محمد عبد الملك مشالي (12 عامًا)، الذي توفي إثر حادث مأساوي بينما كان يشارك في بطولة الجمهورية للسباحة تحت 12 سنة بمجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة، الحادث الذي أثار حالة من الحزن العميق في أوساط محبي الرياضة، بداية من أصدقائه وزملائه وصولًا إلى عائلته التي لم تتوقع هذه النهاية المؤلمة.
أقيمت صلاة الجنازة على روح يوسف بمسجد الكريم بعد وصول جثمانه من القاهرة، وقد هيمن على الأجواء شعور كبير من الحزن والانكسار بين والدته وأصدقائه الذين لم يستطيعوا تصديق رحيله المفاجئ، يوسف الذي كان يُعتبر مشروع بطل وموهبة واعدة في رياضة السباحة، كان قد فاز بميدالية ذهبية سابقة، لكن هذا الإنجاز لم يعد له قيمة بعد المصير المفجع الذي واجهه.
تعرض يوسف لحادث غريب خلال انتهاء سباق 50 متر ظهر، وقد نجح في احتلال مرتبة متقدمة ضمن مجموعة من 10 لاعبين، لكنه تعرض لإغماء مفاجئ تسبب في سقوطه في قاع الحمام، الحادث الذي لم يلاحظه الحكام أو المدربون أو حتى المنقذون، إذ غادر 9 من زملائه المياه بعد السباق بينما بقي هو تحت الماء لأكثر من عشر دقائق، العملية التي أدت إلى فقدانه الوعي وإهلاك قلبه.
ووسط تلك الظلال الحزينة، طالب والد يوسف بتأكيد براءة ابنه من الاتهامات التي طالت ممارساته في السباحة، حيث أشار إلى أنه لم يتناول أي منشطات وأن الطفل كان يتلقى دعمًا صحيًا قويًا، كما دعا والدته إلى مراجعة كاميرات المراقبة الخاصة بالحادث للوقوف على ملابسات ما حدث، منتقدًا غياب الإضاءة والحماية اللازمة للسباحين أثناء المنافسات.
تضامن عدد كبير من الأهالي مع عائلة يوسف، حيث سادت مشاعر الحزن وطلبت وزارة الشباب والرياضة تقريرًا رسميًا حول الحادث، كما نعى محافظ بورسعيد الطفل الراحل وطالب بضرورة محاسبة المقصرين، مع التأكيد على ضرورة تحسين أنظمة السلامة في الفعاليات الرياضية، وكان الحزن عميقًا في المدينة، خصوصًا بعد انهيار شقيقة يوسف التي فقدت توأمها دون سابق إنذار، مما يسلط الضوء على أهمية توفير بيئة آمنة للرياضة، وبالذات للأطفال.