في الآونة الأخيرة، أثار الفنان والكاتب أحمد مراد جدلاً واسعاً بعد تصريحه الذي شبه فيه أم كلثوم بالرسول، وهذا التشبيه استدعى ردود فعل متباينة من النقاد والجمهور على حد سواء، حيث اعتبر البعض أن هذا التعبير يحمل عمقاً فنياً وروحانياً، بينما رأى الآخرون أنه يتجاوز الحدود المعقولة، مما أدى إلى النقاش حول حدود المقارنات الفنية.
عمرو حسن يوسف من بين الذين أعربوا عن استيائهم من هذا التشبيه، واعتبر أن المقارنة بين الرموز التاريخية والفنية تحتاج إلى حذر شديد، كما أشار إلى أن العمل الفني له قيمته الخاصة ويجب أن يُعَامَل بما يتناسب مع تاريخه ولمسته الخاصة، وعندما يتم الخلط بين الرمزية الدينية والفن، يمكن أن تؤدي هذه الممارسات إلى إرباك وتحديات، مما يحتم ضرورة التمعن في الكلمات.
تجدر الإشارة إلى أن النقاشات حول الفن ومكانته في المجتمع ليست جديدة، فقد عُرفت الثقافة العربية بتنوعها وثرائها، لكن التحدي يكمن في كيفية التعامل مع هذه الاختلافات، ومن هنا تأتي أهمية حوار بناء بين الفنانين والنقاد لتعزيز الفهم والتواصل، كما أن التعبير عن الآراء بطريقة حضارية يسهم في زيادة الوعي الثقافي.
في النهاية، تبقي القضية مفتوحة للنقاش، فالأعمال الفنية تعكس رؤية مبدعيها، وقد تكون لها تأثيرات عميقة على الجمهور، ومع ذلك ينبغي على المبدعين أن يظلوا واعين للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، حيث يمثل الفن وسيلة للتعبير، ولكن يجب أن يُمارس بحذر خصوصاً في المسائل التي تتعلق بالتاريخ والدين، إنما يبقي النقاش حول هذا النوع من التصريحات ضرورياً لتعزيز ثقافة النقد والإبداع.