عُرف عمار الشريعي كواحد من أبرز الفنانين في العالم العربي، حيث استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في عالم الموسيقى، لم يكن الشريعي مجرد عازف أو ملحن بل كان روحًا موسيقية تتنقل بين الألحان والكلمات، انطلق من تجربة شخصية عميقة، إذ خاض غمار العتمة باحثًا عن النور في الفن والموسيقى، فكانت أعماله شاهدًا على كفاحه وتجاوزاته.
تحمل موسيقى عمار الشريعي بين طياتها مشاعر متنوعة، فهو استطاع أن يعبّر عن أحزان وآمال مجتمعه من خلال ألحانه الساحرة، تميزت أعماله بالتنوع والقدرة على مخاطبة جميع الفئات العمرية، لم يكن من السهل أن تتجاوز موسيقاه الحواجز بل أسست لقصة عشق طويلة بين الجمهور وأغانيه، حيث كانت تحمل رسالة سامية تلامس القلوب.
لقد أثر الشريعي في مفهوم الأغنية العربية الحديثة، فأحيا التراث بأفكار جديدة وأسلوب مبتكر، كان يستلهم من تجاربه الحياتية ومعاناته أيضًا ما يُعبر عن روحه، لذا أصبحت ألحانه جزءًا من الوجدان العربي، تروي قصصًا حقيقية وتستدعي ذكريات مشتركة، ليتجاوز تأثيره الزمن ويخترق القلوب بكل سلاسة.
عُرف عمار بإصراره على النجاح متجاوزًا الصعاب، حيث كانت حياته مليئة بالتحديات التي واجهها بشجاعة منقطعة النظير، لم يثنه تعثّر عن تحقيق إنجازاته، بل كان يُصنع من كل عقبة فرصة جديدة تلتهم شغفه بالموسيقى، وبهذا العزيمة قام بتأسيس مسيرة فنية ستبقى حية في ذاكرة الأجيال القادمة.
تعتبر أعمال عمار الشريعي نموذجًا للفن النقي، الذي يتجاوز الرفاهية ليعوّضنا عن القلق والتوتر، فكل نغمة وكل لحن يحمل معه أثرًا عميقًا مرتبطًا بصراعات الإنسان وثقافاته المتعددة، لقد أسهم برؤيته الخاصة في تطوير المشهد الموسيقي العربي ليعكس التحولات الاجتماعية والسياسية، مما جعله رمزًا للعبقرية والإبداع الفني.
لقد ترك الشريعي إرثًا موسيقيًا يُعدّ جزءًا من الهوية العربية، حيث تُعتبر أغانيه وسيلة للتواصل بين الأجيال المختلفة، ليس فقط من خلال لحنها بل أيضًا من خلال مضمونها المعبر عن قيم الإنسانية، تتردد صدى أغانيه في قلوب محبيه، ولم تتوقف رحلته عند حد، بل استمرت عبر فنانيين جدد تأثروا به وبموسيقاه النابعة من عمق التجربة الإنسانية.