تعتبر شيرين دعيبس واحدة من الأسماء البارزة في الساحة الفنية، حيث تتناول في أعمالها قضايا تمس الوجدان الفلسطيني، فقد اختارت تقديم عملها الجديد “اللي باقي منك” كأداة للتعبير عن الحكايات العائلية التي تهم كل فلسطيني، تلك القصص التي تنقل معاناة الشعوب وتجسد الهوية والثقافة الفلسطينية، فالنكبة ليست مجرد حدث تاريخي بل هي تجربة متواصلة تعيشها الأجيال.
تؤمن شيرين بأن لكل فلسطيني قصة خاصة تتعلق بالنكبة، وتعتبر هذه القصص جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية، فروايات الأجداد عن التهجير وفقدان الأراضي تشغل حيزاً كبيراً في ذاكرة الأجيال الجديدة، وبالتالي فإن تقديم “اللي باقي منك” يعد وسيلة لإبقاء هذه الذكريات حية، والمحافظة على الرباط العائلي الذي قد يضعف مع الزمن.
تتسم أعمال دعيبس بقدرتها الفائقة على نقل المشاعر الإنسانية، فهي لا تقتصر على سرد الأحداث بل تغوص في أعماق الشخصيات، لما تحمله من آمال وآلام، لذلك تسجل لنا كل التفاصيل بسلاسة وبراعة، وتسعى من خلال عملها الفني إلى توسيع دائرة الوعي حول قضايا النكبة وأهمية الحفاظ على التراث، في ظل محاولات التغيير التي تواجهها الهوية الفلسطينية.
من خلال “اللي باقي منك”، تأمل شيرين في تسليط الضوء على قصص الأمل والمقاومة، معنية بتمرير الرسالة للأجيال القادمة، فالفن هنا يتحول إلى مرآة تعكس واقع الشعب، والذكريات تصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي الفلسطيني، وبذلك، تسجل دعيبس إسهاماً مميزاً في السينما الفلسطينية، مما يساهم في نشر الثقافة والفكر العميق حول القضية الفلسطينية.