حظي مراد عمار الشريعي بفرصة فريدة للتعبير عن التجربة الشخصية التي عاشها بعد فقد والده، حيث أكد أن والده عزز في داخله القدرة على الاستقلال بنفسه، ساعده ذلك في مواجهة التحديات الحياتية، ما أتاح له الفرصة للبناء على تراث ابن الشريعي العريق، ورغم فقده، إلا أن الدروس التي تعلمها تظل باقية.
تجربة مراد تظهر كيف أن الأبوة تمتد لأكثر من مجرد حدود الحياة، إذ ترك عمار الشريعي أثرًا عميقًا في حياة ابنه، وعلّمه كيفية الاعتماد على نفسه، شكل هذا الإرث مصدر إلهام له في مسيرته الفنية، بل وتجاوز ذلك للمساهمة في المحافظة على التراث الموسيقي الذي قدمه والده، مما يجعل من قصة مراد مثالًا على الاستمرارية والتحدي.
في تصريحاتها، عبر مراد عن مشاعره بوضوح، فقد اعتبر أن الفقد كان دافعًا له لتحقيق الذات والاكتفاء الذاتي، ورغم الحاجة إلى الدعم العاطفي، فقد استدعى ذكريات والده كقوة دافعة، وهو ما يعكس عمق العلاقة بين الأب وابنه، إذ حاول تعزيز قيم الاستقلال وفخر العائلة، مما زاد من عزيمته على التقدم.
الحديث عن الإرث الثقافي لعمار الشريعي لا يتوقف عند حدود الموسيقى، بل يمتد ليشمل القيم الإنسانية التي غرسها في نفوس أبنائه، إذ يتحدث مراد بفخر عن عشق والده للفن وكيف جعل منه مصدر إلهام للعديد من الفنانين، أصبح ذلك مرتبطًا بشخصية مراد، الذي يسعى بدوره للتعبير عن تأثير والده من خلال أعماله الخاصة.
تجربة مراد تعكس كيف يمكن للفقد أن يتحول إلى فرصة، إذ يسعى إلى نشر رسالة والده من خلال الموسيقى التي تفيض بالمشاعر، ويعيش من خلالها إرث والده الشهيد الذي لم يترك فقط أعمالاً فنية بل قيمًا إنسانية تساعد المرء في التأقلم مع تحديات الحياة، وينعكس ذلك في كل ما يفعله.
في النهاية، يبقى مراد عمار الشريعي نموذجًا يحتذى به في كيفية الحفاظ على الإرث العائلي واستمراريته، من خلال المجهود والعمل الجاد، مما يجعل من تجربته شهادة قوية على أهمية التعليم والقيم التي قد يتركها الآباء لأبنائهم، وبذلك تستمر القصة بأجيال متعاقبة تحمل راية الفخر والإبداع.