أيام التشريق.. شعائر مستمرة وقلوب تتطلع للسماء في منى

مع شروق شمس يوم الحادي عشر من ذي الحجة، يدخل حجاج بيت الله الحرام في مرحلة جديدة تُعرف بأيام التشريق. تمتد هذه الأيام الثلاثة من يوم النحر حتى نهاية اليوم الثالث عشر من الشهر الهجري. في هذه الفترة، يواصل الحجاج أداء مناسكهم في أجواء مليئة بالطمأنينة والدعاء.
أيام من العبادة والتأمل
تتحول منى إلى ساحة تفيض بالروحانية، حيث يقيم الحجاج فيها لياليهم، ويرمون الجمرات الثلاث بدءًا من الصغرى ثم الوسطى فالكبرى. بعد الزوال، يتجه الحجاج إلى مشعر الجمرات في مشهد مهيب يعبر عن الالتزام والطاعة لله، مستحضرين قصة النبي إبراهيم عليه السلام ورفضه لوساوس الشيطان.
تنظيم متميز يعكس العطاء
تكتسي منى بالخيام البيضاء وتنتشر فيها مراكز الإرشاد والرعاية. يتميز التنظيم بالاهتمام بكافة تفاصيل الحجاج واحتياجاتهم، خصوصًا كبار السن وذوي الإعاقة. تجد في كل زاوية من يمتد يد العون لمساعدتهم، مما يُشعر الجميع بالراحة والطمأنينة.
التقنية في خدمة الحجاج
تظهر هذا العام تطورات ملحوظة في الخدمات التقنية، حيث تم استخدام تطبيقات ذكية ترشد الحجاج إلى مواقع الجمرات وتوفر معلومات فورية حول كثافات السير. هذا ساهم بشكل كبير في تجنب الازدحام وسهّل أداء المناسك بشكل سلس وهادئ.
بين لحظة رمي الجمرات وترديد التكبير، تجري أحداث أيام التشريق بتنوعها الروحي. تظل الأوقات سياسية في الخيام، لكنها غنية بالمغفرة والفرص الجديدة لتجديد العهد مع الله. في ختام هذه الأيام، يبقى الحجاج متأملين في رحلة الإيمان التي عاشوها، متمنين أن تعود عليهم بالخير والبركة.