عاجل الان

المشعر الحرام: مكان إيواء الحجيج استعدادًا ليوم النحر

عند غروب الشمس، يتوجه الحجيج من صعيد عرفات نحو المشعر الحرام في مزدلفة، حيث يقضون ليلة مميزة في قلب الأجواء الروحانية. هذا المشعر يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، إذ يجمع بين مظاهر العبادة والتضرع، وفيه تمتزج الأنوار بالخضوع والطمأنينة.

تقضي أعداد هائلة من الحجيج في هذه الليلة أوقاتهم في الدعاء والاستغفار، في مشهد يعكس صفاء النفس وعظمة المناسبة. مزدلفة ليست مجرد نقطة في رحلتهم الدينية، بل تمثّل محطة روحية عميقة، ورد ذكرها في القرآن، مما يزيد من قيمتها الإيمانية.

الأرض المفروشة بالحصى والسماء المفتوحة تضفي على الأجواء إشراقًا مليئًا بالأمل. يبقي الحجاج في مزدلفة، حيث يختارون الحصى الذي سيستخدمونه لاحقًا في رمي الجمار. هذا الأمر يعكس استعدادهم العملي لأيام التشريق، فيما يسعون للمراجعة الروحية لعلاقتهم بالخالق.

تعمل الجهات المعنية في السعودية على توفير أقصى درجات الراحة والأمان أثناء تواجد الحجاج في مزدلفة. تنتشر فرق الهلال الأحمر ونقاط الإرشاد، مع استخدام أنظمة إنارة قوية لتنظيم حركة الحجيج، مما يضمن سلامتهم.

كل ركن من أركان هذا المشعر يشهد على لحظات من التاريخ الإسلامي، حيث وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلّم المسلمين كيف يتذكرون الله في هذه البقعة المباركة.

مع شروق الشمس، يبدأ الحجاج التوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة، حيث تنتهي ليلة تظل في الذاكرة وتجعل من مزدلفة مشهدًا لا يُنسى في رحلة الحج الروحانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى