تقرير: طريق الحج المصري إلى مكة إرث ثقافي يهدد اليونسكو

طريق الحج المصري إلى مكة: إرث ثقافي يستحق التقدير
تعتبر مسارات الحج في التاريخ الإسلامي جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي للشعوب الإسلامية. وفي تقرير حديث لوكالة أنباء السعودية "واس"، تم تسليط الضوء على أهمية طريق الحج المصري، الذي يعد من أبرز المسارات التي استخدمها الحجاج من مصر ودول المغرب العربي والأندلس لغرض الحج إلى مكة.
وفقا للتقرير، فإن طريق الحج المصري لا يمثل مجرد مسارات دينية، بل يعد إرثًا حضاريًا وثقافيًا يجعله مؤهلا للدخول في قائمة التراث العالمي لليونسكو. يوضح المؤرخون أن هذا الطريق شهد تطورات كبيرة عبر العصور، حيث كان له أربعة مراحل زمنية رئيسية، بدءا من الفتح الإسلامي لمصر وحتى العصر الحديث.
في المرحلة الأولى، كان للحجاج مساران، بري وساحلي، بينما في المرحلة الثانية اقتصر استخدام الطريق البري على مدينة عيذاب. ومع مرور الزمن، استعاد الحجاج استخدام الطرق البرية حتى تحولت بشكل رئيسي إلى الطرق البحرية خلال القرون الأخيرة.
التحولات التاريخية للطريق
أكد الدكتور محمد حمزة الحداد، عميد كلية الآثار السابق، أن المسار التاريخي يبدأ من منطقة بركة الحاج، ومنها عبر مناطق عديدة مثل "عجرود"، وينتهي عند "عقبة أيلة". كانت قوافل الحجاج تتنقل في هذه المراحل محاطة بحماية من قوات أمنية، مما يسهل سفرهم في أمان.
وأضاف الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار، أن طريق قوص وعِيذَاب كان المسار الأول والأساسي لحجاج مصر، حيث كانوا يسافرون لمسافات طويلة في رحلة تستغرق أسابيع تصل بهم إلى مكة بعد جمعهم في مناطق معينة.
نظرة مستقبلية
يجري حاليًا العمل على إدراج طريق الحج المصري في قائمة التراث العالمي، وفقًا للباحث الدكتور سامي البياضي. هذا الجهد يعكس أهمية الطريق تاريخيًا وثقافيًا، حيث يجمع بين دانين وحجاج من دول مختلفة، مما يعزز من تواصل الحضارات ومن الوعي الجماعي بأهمية هذا الإرث التاريخي.
في الختام، من الضروري أن ننظر إلى طريق الحج المصرى كجزء من تاريخنا الثقافي والديني، وتقديره بما يتناسب مع قيمته التاريخية.