لطفية محمد.. فنانة النول تروي الطبيعة بخيوط ذهبية

تاريخ النسيج في يد لطفية محمد
تستمر حكاية الفن والابداع في قرية الحرانية مع الفنانة لطفية محمد، البالغة من العمر 63 عاماً، التي تعتبر رمزاً من رموز صناعة السجاد اليدوي. تمسك لطفية بيدها مشطاً حديدياً بينما تعمل على نولها الخشبي، مشغولة بأنغام أم كلثوم، لتخلق من خيوط الصوف لوحات فنية تشد الأنفاس.
بدايات ملهمة
تحدثت لطفية عن بداياتها مع فن النسيج، حيث بدأت في الابداع وهي في الحادية عشرة من عمرها. كانت تحلم بأن تكون فنانة وتوجهت لتعلم الحرفة برفقة أقرانها. تروي قصة سجادة الطير التي صنعتها والتي نالت إعجاب الفنان رمسيس ويصا واصف، الذي كافأها بمبلغ مالي. فقد كان يشجعها على الاستمرار في مسيرتها الفنية رغم تحديات المجتمع.
تحف من الطبيعة
عبر يديها، تخرج أعمال فنية من خيوط الصوف تمثل الطبيعة بكل تفاصيلها. رغم أنها أمية، إلا أنها تضفي عليها لمسة خيالية من خلال مشاهدتها للطبيعة المحيطة. تأخذها الطبيعة في جولة مليئة بالألوان قبل أن تبدأ في نسج سجاداتها، حيث تستغرق العملية أحياناً شهوراً لتحصل على نتيجة مرضية.
حب الفن
تستمد لطفية إلهامها من البيئة المحيطة بها، مستخدمة ألوان طبيعية من نباتات محلية لصبغ الأقطان وأصوافها. تصف سجادها بالحياة، حيث تتجلى فيه صور الأزهار والأشجار، مما يميزه عن أي سجادة أخرى. تعمل لطفية بحب وشغف، حيث يأخذها شغفها بسحر النسيج إلى حالات من السعادة تسمو بها فوق المشكلات اليومية.
استمرار الإبداع
تؤكد لطفية أنها ستواصل مسيرتها الفنية حتى آخر أيام حياتها. تشارك عائلتها حبها للفن، حيث يفخر أبناؤها بما تقدمه من إبداعات. تعتبر نفسها فنانة حتى وإن لم تكن قادرة على الكتابة، فتوقيعها الفريد يظهر على كل سجادة تصنعها. تميزها هذه اللوحات الفنية وتؤكد هويتها كفنانة فذة في عالم النسيج.