عامر منيب، أيقونة الفن والثقافة، ترك بصمة لا يمكن نسيانها في مشهدنا الفني، عشق الفن منذ الصغر ووجد فيه ملاذه، بينما كانت مشواره الأكاديمي في التدريس بالجامعة يوفر له استقراراً مادياً، لم يكن ذلك كافياً ليتجاهل شغفه الحقيقي، لذا قرر استبدال حياة الأكاديمية بحياة مليئة بالنشاط الفني والإبداع، السعادة التي وجدها في تطبيق شغفه كانت لا تقدر بثمن.
عاش عامر كثيراً من اللحظات المميزة خلال مسيرته الفنية، كان يفضل تطوير ذاته وتعزيز مهاراته من خلال العمل على مشاريع جديدة، كل عمل أضاف لمسته الخاصة، وأثر بشكل عميق على محبي الفن، قدم العديد من المعارض التي استقطبت جماهير تقدّر الفن الأصيل، تلك المعارض لم تكن مجرد عارضات، بل كانت تجسيداً لرؤيته الشخصية وتفاعله مع العالم من حوله، عُرف بتنوع أساليبه وعمق أفكاره.
في حياته الخاصة، كان عامر إنسانًا محبَّاً يحيط نفسه بالأصدقاء والمحبين، نجح في بناء شبكة واسعة من العلاقات التي ساعدته على تبادل الأفكار والتوجهات الفنية، لم يكن يقتصر على مجرد شراء أو بيع الأعمال الفنية، بل كان يسعى لبناء مجتمع فني متكامل، أدرك أهمية التشبيك بين الفنانين وضرورة دعم بعضهم البعض، مما منح الجميع فرصة لتطوير أعمالهم.
نستذكر عامر منيب اليوم في ذكرى رحيله، حيث نعيد تقييم تأثيره على المشهد الفني، فقد كان مثالاً يحتذى به وخاصة لكل من يسعى لتحقيق أحلامه، عبر قصته، أظهر لنا أهمية اتباع الشغف دون تردد، كان بمثابة منارة تشير إلى أن الفن يمكن أن يكون ليس فقط وسيلة للتعبير، بل أيضاً وسيلة للتغيير والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية.
يرتبط اسم عامر منيب بالفن الأصيل والشغف الذي لا ينتهي، ترك لنا إرثاً غنياً نستمد منه الإلهام، إنه ليس مجرد ذكرى بل تجسيد لطموحات جيل كامل من الفنانين، لقد وفّر لنا نموذجًا يحتذى به يذكّرنا بأهمية الاستمرار في السعي نحو تحسين الذات والمجتمع من خلال الفن، هذا الإرث سيظل حياً في قلوب محبيه، وسيبقى تأثيره واضحًا في عالم الفن.