استضاف مسرح بيت السناري عرضًا فنيًا مميزًا قدمته فرقة ومضة في إطار الاحتفاء بالتراث المصري، جمع العرض بين الأراجوز وخيال الظل، مما أتاح للجمهور فرصة الاستمتاع بتجربة فريدة تعكس غنى الثقافة الشعبية، تمثل هذه الفنون شكلًا من أشكال التعبير الفني التقليدي الذي يلقَى اهتمامًا خاصًا في المجتمع المصري، وجاءت الفرقة لتعيد إحياء هذه الفنون من جديد.
الأراجوز، ذلك الفن الذي يحمل في طياته عراقة التراث المصري، يعكس روح الفكاهة والشجاعة، وقد أبدعت فرقة ومضة في تقديم فقرات متميزة تجسد هذا الإرث الثقافي، أظهر فن العمليات والمهارات البصرية والتي تعتمد على التحكم في الخيوط لتحريك الشخصيات بمهارة، مما أضاف بعدًا جذابًا للاحتفال بالثقافة والفنون الشعبية.
تتزامن عروض خيال الظل مع الأراجوز لتقديم تجربة بصرية مثيرة، تستمد سحرها من القدرة على استخدام الضوء والظل في تشكيل شخصيات تحاكي قصصًا شعبية متنوعة، عملت الفرقة على تقديم حكايات تحمل قيمًا اجتماعية وثقافية، وهذا يعكس كيف يمكن للفنون الشعبية أن تكون مرآة للمجتمع وتعكس قضاياه والتحديات التي يواجهها.
شهدت الفعالية حضورًا كبيرًا من المهتمين بالفنون الشعبية، مما يدل على عودة كبيرة لمثل هذه الفعاليات في مصر، كان هناك أيضًا معرض للحرف اليدوية في مكان الحدث، حيث تعبّر الأعمال المعروضة عن مهارات حرفيين محليين، مما يعزز من أهمية التراث اليدوي ويشجع الجيل الجديد على تقدير هذه الفنون.
إن فرقة ومضة بذلت جهدًا كبيرًا في تقديم عرض يجمع بسلاسة بين الأراجوز وخيال الظل، ما جعل الجمهور يتفاعل بشكل لافت، حيث تركت العروض أثرًا في نفوس الحضور، وتبرز أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات للتعريف بالموروث الثقافي وإحياء الفنون الشعبية، خاصة في أجواء تتسم بالتركيز على الهوية المصرية.
يُظهر النشاط الثقافي في بيت السناري كيف يمكن للفنون الشعبية أن تلعب دورًا في تعزيز القيم الاجتماعية، يوفر المسرح مساحة للجمهور للتواصل مع تراثهم وماضيهم، التواصل مع مثل هذه الفعاليات يعزز من ولاء المجتمع لتراثه، ويشجع على الابتكار في تقديم هذا التراث بشكل عصري وجذاب، حتى تظل الفنون حية في ذاكرة الأجيال القادمة.