رويترز تكشف عن صورة مزيفة عرضها ترامب على رئيس جنوب أفريقيا

كشفت وكالة رويترز عن فضيحة تتعلق بصورة مغلوطة استخدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال اجتماعه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا. وادعى ترامب أن الصورة تظهر دفن مزارعين بيض قُتلوا في جنوب أفريقيا، لكن التحقيقات أثبتت أن الصورة تمت التقاطها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
خلال الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض يوم 21 مايو الحالي، أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما الحكومة الجنوب أفريقية بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض. حيث بدا أن ترامب يعيد تكرار روايته حول ما أسماه "إبادة جماعية بيضاء" في جنوب أفريقيا، وهي مزاعم سبق وأن دحضتها بيانات الخبراء.
صورة مأخوذة من الكونغو
الصورة التي استخدمها ترامب كانت تستند إلى فيديو نشرته رويترز في ديسمبر الماضي، يظهر جنازة جماعية في مدينة جوما في الكونغو. وتوضح المعلومات أن الصورة لا علاقة لها بأي أحداث تتعلق بالمزارعين البيض أو الوضع في جنوب أفريقيا.
استند ترامب أيضاً إلى مقال نشر في موقع "أمريكان تنكير" الذي يتبنى آراء يمينية، مما يثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات التي يستند إليها. وفي الوقت ذاته، اعترفت محررة المقال بأن الصورة قد أسيء تفسيرها، لكنها دافعت عن محتوى المقال الذي أشار إلى ما وصفته بالاضطهاد ضد البيض.
هدوء رامافوزا وتجاذبات سياسية
بينما أثارت تصريحات ترامب جدلاً واسعاً في جنوب أفريقيا، حافظ رامافوزا على هدوئه وركز على تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة. وبحسب مصادر مطلعة، لم يتطرق رامافوزا بشكل مباشر لمزاعم ترامب، ولكنه أكد على التزام بلاده بسيادة القانون وحماية جميع المواطنين دون تمييز.
ردود الفعل كانت متباينة، حيث وصف ناشطون ما قام به ترامب بأنه تلاعب خطير، مما قد يزيد من التوترات العرقية. بينما تم الإشادة برامافوزا على تعامله الحكيم مع هذه الاستفزازات في وقت حساس.
الحقائق تتحدث
تُظهر البيانات الحكومية في جنوب أفريقيا أن الجرائم ضد المزارعين لا تميز بين الأعراق، وأن المزاعم المتعلقة بوجود "إبادة منظمة" ضد البيض تفتقر للدليل. تأتي هذه الأحداث في سياق جهود رامافوزا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة، بينما لا يزال ترامب يواصل استخدام الخطاب الشعبوي في حملته السياسية.