في إطار الاحتفاء بالمواهب الفنية العالمية، عبّرت تيلدا سوينتون عن انبهارها بفيلم “الست” الذي يتناول حياة أيقونة الغناء العربي أم كلثوم، يجسد الفيلم رحلة فنانة عظيمة ويمثل تكريمًا لأثرها الفني، وقد كان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان مراكش السينمائي الدولي بمثابة انطلاقة مثيرة تعكس تفاعل الحضور مع الأداء الرفيع وعمق القصة المحكية.
تكيّف الجمهور مع أجواء العرض بشكل واضح، حيث تم الإشادة بمقدرة الفيلم على استقطاب مشاعر الحضور، ويعكس ذلك قوة السينما بوصفها أداة للتواصل مع التجارب الإنسانية، قدم الفيلم صورة جمالية تُعبر عن الثقافة المصرية الغنية وتاريخها الفني، مما يبرز أهمية الحكايات التي ترويها السينما من مختلف الثقافات.
تتحدث سوينتون عن الصعوبات التي واجهت طاقم العمل لتحصيل الجوانب الدقيقة من حياة أم كلثوم، مشددة على أهمية بحثهم في تفاصيل كانت حيوية في تصوير شخصيتها الفريدة، هذا الاهتمام بالتفاصيل أسفر عن عمل فني متكامل يُظهر كيف يمكن للسينما أن تحيي ذكريات منارة ثقافية مثل أم كلثوم وتقدمها لأجيال جديدة.
باستخدام تجارب واقعية ومؤثرات بصرية مُتقنة، استطاع المخرج مروان حامد أن ينقل الروح الحقيقية للزمان والمكان الذي تعيش فيه البطلة، مما جعل الفيلم يتجاوز الحدود ليصل إلى قلوب الجماهير، ويتزامن مع هذه الروح الإبداعية إبداعات فريق العمل الذي لعب دورًا أساسيًا في تجسيد رسائل الفيلم النبيلة وتعزيز حضوره في الساحة السينمائية.
تحظى السينما بمكانة خاصة في حياتنا، فهي ليست مجرد تسلية، بل هي وسيلة تعبير عميقة تتناول مواضيع إنسانية متعددة، وفيلم “الست” يعد مثالًا يحتذى به في كيفية تقديم القصص الملهمة، ويتعين على الجميع الاحتفاء بالفنون لديك القوة على تغيير التصورات وفتح الأذهان على قضايا مهمة وجوهرية.
