سوق سوداء تزدهر بمقابر مسروقة وأوراق مزورة في “أبو النور” بالإسكندرية

كشف عدد من أصحاب المقابر الخاصة في مدافن أبو النور شرق الإسكندرية عن وقائع مثيرة خطيرة تتعلق بالاستيلاء على المقابر وبيعها لأطراف أخرى بطريقة غير قانونية، وقد أشار هؤلاء إلى تلقيهم مطالبات مالية بشكل غير رسمي تحت مسمى ترميمات أو تسويات مزعومة، وقد تزايدت هذه الأنشطة بشكل ملحوظ وسط اتهامات مباشرة للعاملين في الجبانات بالتورط في هذه العمليات المشبوهة.

تروي غادة الجوهري، إحدى الضحايا، كيف فوجئت أسرتها قبل سنوات بعملية تكسير جزء من تربة عائلتها لبناء تربة جديدة دون علمهم، وذكرت أن تلك التعديات بدأت أثناء فترة عمل التربي القديم واستمرت حتى بعد وفاته، مشيرة إلى أن عمليات التكسير أدت إلى فقدان معالم المقبرة الأصلية، مما دفعها لدفع أكثر من 7000 جنيه لترميم التربة و15000 جنيه لإنشاء مبانٍ جديدة، بالإضافة إلى 2000 جنيه للحصول على تصريح للدفن، ورغم تحريرها محضرًا بقسم الشرطة، إلا أن المحضر تم حفظه دون توضيحات.

أما أميرة أحمد، فبحوزتها مستندات تثبت ملكية أربع مقابر اشتراها والدها رسمياً في عام 2010، وأوضحت أن التربي المسؤول عن المنطقة كان يطلب أموالًا بحجة القيام بتجديدات، ومع وفاة التربي القديم، تفاجأت الأسرة بأن تربة والدها تم بيعها لشخص آخر، على الرغم من وجود مستندات رسمية تثبت ملكيتهم، بينما أشار مساعد التربي إلى أن المقابر تعود للأسرة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات.

تؤكد الأُسر المتضررة أن عمليات الاستيلاء قد أصبحت منهجية، خاصة بالنسبة للمقابر التي لا يزورها أصحابها بانتظام، حيث يتم تكسير أجزاء منها قبل المطالبة بمبالغ مالية لترميمها أو بيعها لأطراف أخرى، وقد طالب هؤلاء المتضررون الجهات التنفيذية والرقابية بفتح تحقيق شامل حول ملف الجبانات في شرق الإسكندرية ومراجعة دفاتر تسجيل الترب لتثبيت الملكيات الأصلية، كما دعوا إلى إحالة المتورطين إلى النيابة العامة.

📰 أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام