نجحت مديرية أمن بني سويف في إنهاء خصومة ثأرية استمرت لثلاث سنوات بين عائلتين منجود والحسينية، حيث تم اتخاذ إجراءات أمنية عاجلة لتجديد الروابط بينهما، جاء ذلك عقب تنفيذ العقوبة المتعلقة بالحادثة السابقة، إذ أدت خلافات مالية إلى مقتل أحد الأفراد، مما استدعى تدخلات متعددة لتسوية النزاع وتجنب أي تمدد للخصومة مرة أخرى.
تعود أحداث المشاجرة إلى تنافس مالي بين محمد ع وأحمد ن، حيث تصاعدت الأمور بصورة مأساوية أدت إلى مقتل أحمد ن، وتسبب ذلك في اعتقال محمد ع، الذي حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، الحالة كانت توترت بين أفراد العائلتين، واستشعرت الأجهزة الأمنية أهمية التدخل السريع لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
بعد خروج محمد ع من السجن، بدأت جهود تكثيف اللقاءات بين العائلتين، حيث قاد الأمن سلسلة من الاتصالات التحضيرية لعقد جلسة صلح، وشهد المجتمع المحلي رغبة صادقة في فتح صفحة جديدة وتجاوز الماضي الأليم، كان الهدف هو إنهاء الخلافات السابقة وعودة الحياة الطبيعية للعائلات المتنازعة.
عقدت جلسة الصلح في مركز شباب العبور بحضور شخصيات رفيعة المستوى، بما في ذلك نواب من البرلمان وكبار العائلات، وقد تمت مراسم الجلسة بطريقة مهيبة، حيث تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم سلمت عائلة الجاني الكفن لشقيق القتيل، في مشهد يجسد رغبتهم الصادقة في قبول المسؤولية، وهو ما لمسته عائلة القتيل التي تقدمت رسمياً بالتنازل عن أي مظاهر للثأر.
تحدث الشيخ رضا محمد في الجلسة عن أهمية الصلح وتأثيره الإيجابي على المجتمع، موضحًا أن إنهاء الخصومات يساهم في تحقيق الأمن ويدعو للحب والتسامح، وحث الحضور على نبذ العدائية والاستجابة للدعوات الإنسانية، مما أضفى أجواء من الأمل وفتح باباً جديداً للتعاون بين العائلتين.
ختمت الجلسة بتوقيع محضر رسمي للصلح، وسط أجواء من الفرح الوطني من أهالي المنطقة، الذين عبروا عن فرحتهم بعودة الهدوء والتأمل في مستقبل خالٍ من النزاعات، لينطلق الجميع باتجاه حياة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، مما يعطي نموذجًا يُحتذى به في المجتمعات الأخرى.